لا أدري لماذا أخذتني قدماي الي حي الحسين في تلك الليلة خصيصا ..
ليلة المولد النبوي الشريف
لم أكن أقصد الذهاب ، فقط قصدت أن أسير ، قصدت أن اتفرج علي الشوارع ..
علي الناس ..
انظر لفتاه ترتدي بنطلون ضيق و رجل يجلس علي المقهي و في يده نرد الطاولة و صبية يلهون بكرة ..
اتفرج علي مصر ..
ووسط زحام أفكاري وجدتني في حي الحسين ..
و لا ادري لماذا تسمرت قدماي عند تلك العروس الحلوي ..
(عروس المولد )..
لا ادري ماذا بدت لي ، و لكنها أيقظت بداخلي رغبتي فيها ..
و بدا لي انها رغبة في تناولها كحلوي ، و لكني كنت اعلم أنها الرغبة الأخري ..
رغبة رجل في عرسه ..
و لا أدري لماذا ذكرتني بسنوات عمري الاربعين و كأنها تعايرني اني لا املك من الدنيا كلها شئ سوي عمري و المائة و خمسين جنيها راتبي كل أول شهر من المتجر الذي اعمل به ..
لا شقة ..
لا سيارة ..
لا حبيبة ..
و لا شئ
ربما جذبني اليها انها تملك نفس ملامح الفتاه التي احلم ان تكون شريكة عمري ، و تحسرت علي عمري الضائع امام فاترينه عرضها و بحثت عيناي عن سعرها و انا مصمم ان ابتاعها كاني اثبت لها انني و ان كنت غير قادر علي شراء الحقيقية منها فأنا قادر علي شرائها ..
و لمحت عيني ورقة علي جسدها تحمل كلمة ( 3 جنيه و نص ) ...
و اخرجت ما بجيبي
كانوا جنيها و نصف
فقط لا غير
احمددياب